الشيخ مشهور سؤال وجواب كلمة حول انحباس المطر وصلاة الاستسقاء.
كلمة حول انحباس المطر وصلاة الاستسقاء.

[audio mp3="http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171121-WA0113.mp3"][/audio]

فقد حبس الله المطر وكما قال سبحانه: *وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. الشورى 30.*

فمن رحمته بعباده أنه سبحانه يعامل النّاس بفضله لا بعدله.

وعلى المسلمين أن يتفقدوا أحوالهم مع ربّهم، فإنه لا يقع بلاء في هذه الدنيا إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة.

وقد صحّ من حديث ابن عمر عند ابن ماجه وغيره أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا ‏الْقَطْرَ‏ ‏مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.)

فالواجب على من عنده مال بلغ فيه زكاة أن يزكّي ماله، وأن يرحم نفسه، وأن يرحم عباد الله، وأن يرحم الدواب والبهائم، وأن يرحم الأرض والشجر.

ثبت عند البيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه سمع رجلا يقول: (إِنَّ الظَّالِمَ لا يَضُرُّ إِلا نَفْسَهُ، قَالَ : فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : " بَلَى ، وَاللَّهِ إِنَّ الْحُبَارَى لَتَمُوتُ فِي وَكْرِهَا هَزْلا بِظُلْمِ الظَّالِمِ " .)

فالذي يظلم نفسه ولا يؤدي حق ربه ومولاه فإنه ظالم لجميع خلق الله.

ويحسن بالمسلمين أن يصلّوا *صلاة الإستسقاء*.

والكلام عن *صلاة الإستسقاء* مفصّل، قد بيّنته بتفصيل وتدليل وتوجيه من قريب و لله الحمد و المنّة والإنعام والفضل، بشرحي لكتاب الإستسقاء من صحيح الإمام مسلم.

وقلنا أن عمدة الباب حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم( في السنة السادسة للهجرة - وهذه الزيادة انفرد بها أبو دَاوُد في سننه -) خرج عند حاجب الشمس، -أي في أول النهار- إلى المصلى وصلى بالناس وجهر بالصلاة، وتقرب إلى الله عز وجل بعد الخطبة بالتضرع، و قلب ردائه، ودعا ربه.

وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنه يقول خطب خطبة ليست كخطبتكم هذه ،ليست كالخطبة المعهودة في صلاة الجمعة أو في صلاة العيد.

*فصلاة الإستسقاء ركعتان*، ولا حرج أن تسبقها مجموعة من الطاعات كالصدقة أو الصوم، وأُثر ذلك عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله من غير إلزام أو أن هذه سنة، وهذه صورة من *صور الإستسقاء.*

*الصورة الثانية:* أن يجتمع الناس على الدعاء.

*والصورة الثالثة:* أن تكون في خطبة الجمعة كما بوّب البخاري في صحيحه فقال: باب الإستسقاء على المنبر، فيدعو الخطيب على المنبر ويرفع يديه، وقد كان أنس رضي الله تعالى عنه يقول ما رفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه إلا في صلاة الإستسقاء (يريد على المنبر).

وكان يرفع يديه حتى يظهر بياض إبطيه، أي مكان بياض الإبطين من شدة تضرعه صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر.

وهذا أصل أصيل في تداخل العبادات، وأن العبادات

*هذه الصور الثلاث المشروعة ولله الحمد والمنة.*

والصورة الأولى لا يلزم فيها أن تكون في وقت الضحى وإنما هي للأفضلية، فإن صلينا في أي وقت من الأوقات واجتمعنا على *صلاة الإستسقاء* فهذا أمر ولله الحمد والمنة لا حرج فيه.

*كيفية صلاة الاستسقاء.*

هي عبارة عن صلاة ركعتين معتادتين ويجهر فيهما، ثم يدعو الخطيب ويقلب ردائه إشارة إلى تغير الأحوال، وكأننا نعاهد ربنا في شيء ملموس مرئي نراه، يا ربنا إننا غيرنا أحوالنا فغير مابنا من قحط، فقد تبنا إليك.

وتكون الخطبة قصيرة ولا تكون طويلة ويكون فيها تضرع وسؤال.

*فصلاة الإستسقاء* هي طلب للسقيا.

هل من حرج لو انفصلت *صلاة الاستسقاء* عن الجمعة؟

فالآن يطلبون أن تفصل صلاة الإستسقاء عن صلاة الجمعة، وهذا أمر لا حرج فيه، لأنه لا يوجد وقت معيّن *لصلاة الإستسقاء*، *فصلاة الإستسقاء تكون في أي وقت من الأوقات ولله الحمد والمنة.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

28 صفر 1439 هجري
2017 - 11 - 17 إفرنجي

↩ رابط الفتوى:

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor