إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد.
[audio mp3="http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171103-WA0112.mp3"][/audio]
فتكثر هذه الأيام أسئلة الناس عن زكاة الزيت والزيتون.
فهذا موسم جني الزيتون ،تلك الشجرة المباركة وبلادنا ولله الحمد والمنة غنية بهذا النوع من الشجر، بل رأيت فى بعض الأماكن في عجلون أشجار الزيتون يزيد عمرها عن ألف سنة وما زالت تعطي وتثمر.
وزكاة الزيتون من الزكاوات التي وقعت خلاف بين أهل العلم، فيها والراجح وجوبها وهو قول جماهير أهل العلم، وجزم بالوجوب علماء الحنفية والمالكية وهو قول عند الإمام أحمد وهو قول قديم عند الإمام الشافعي.
والأدلة النقلية غير ظاهرة في المسألة لكن ذكرت لكم أكثر من مرة في هذا المجلس وغيره أن هنالك شيء يسمى عند الفقهاء ( إلغاء الفارق) فالتمر واجب بالنص لأنه طعام مدخر، وكذلك الزيتون فهو طعام مدخر يمكث فترة ويبقى صالحاً للأكل كالارز في بعض البلاد، بعض البلاد لا تأكل القمح والخبز وإنما محصولها الذي تقتات به طوال السنة إنما هو الأرز، فالارز يلحق القمح وهذا ليس قياسا وإنما هذا بإلغاء الفارق.
زكاة الزيتون لا بد فيها النصاب ولا يلزم فيها حولان الحول، والنصاب كما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، والمراد بالصدقة الزكاة، فنصاب زكاة الثمار خمسة اوسق، والخمسة اوسق تعادل 611 كيلو في موازيننا اليوم .
يعني بعض الناس يكون عنده أمام البيت أو في داخل البيت شجرة أو شجرتين من شجر الزيتون ولما يأتي الموسم يجز ويلتقط هذا الزيتون ولعله يعصر منه أحيانا تنكة او تنكتين وما يبلغ 611 كيلو فهذا ما عليه شيء.
بعض الناس عندهم شيء كبير لكن هو لا يتاجر فيه وهذا الصنف من الناس يترخص، لا يخرج زكاة، يهدي الأقارب والجيران والأحبة فهذا لا يغنيه، فمن ملك وكان حصاد شجر الزيتون التي عنده 611عشر كيلو وأكثر فيجب عليه ان يؤدي الزكاة.
بعض الناس يبيع الثمر للتجار، يكون عنده بستان فيه زيتون ويبيع ثمر الزيتون قبل ان يجزه وهو على الشجر، الواجب في حقه ان لا يبيع هذا الثمر حتى يبدو صلاحه وأما والثمرة غير منعقدة فهذا يسمى عند علمائنا بيع فيه غرر، اذا بعت شجرا عليه ثمر والثمر لم يظهر، ما بدا صلاحه فلا يجوز شرعا.
واختلف أهل العلم لو أن بعض الشجر بدا صلاحه وبعضه لم يبدو صلاحه والراجح في هذه الصورة الجواز لان هذا المناخ يظهر منه أن الثمرة صالحة ،وهذه تعجل اخراجها وهذه لم يتعجل اخراجها، ولو ظهر في بعض الشجر بدو الصلاح فحينئذ يجوز بيع الزيتون.
من باع الزيتون ماذا يعمل؟
من يبيع الزيتون فهناك حق للفقراء، مثلا أنا عندي شجر يقدر بعشر آلاف كيلو زيتون.
وهنا مسألة مهمة، فهل 611 كيلو هل العبرة بالزيتون أم بالزيت؟
العبرة بالزيتون، فَ 611 كيلو العبرة أن تكون زيتونا وليس زيتا.
لكن أهل العلم ومنهم الإمام الشافعي رحمه الله يقول اخراج زكاة الزيتون زيتا احسن، لأن معنى الادخار في جعل الزيتون زيتا أظهر من الزيتون يعني يصبح شبيه، جداً في التمر في بلاد الحجاز ،فاهل الشام يدخرون الزيت واهل الحجاز يدخرون تمرا، لا يوجد زيت عندهم حتى يدخرون، فالإمام الشافعي رحمه الله يقول الأحسن أن تؤدى زكاة الزيتون زيتا.
لكن كيف يحسب؟
هل يحسب زيتا أم زيتونا (611 كيلو)؟
يحسب زيتونا ولا يحسب زيتا.
إنسان عنده بساتين كثيرة، والزيتون على الشجر وباعه وقد بدا صلاحه عند البيع فهذا فيه حق للفقراء، قال تعالى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ.
متى حق الفقير؟
لما يحصد ويجز؟
هل يحل له أن يبيع (الذي يسمى اليوم الضمان )بالتعبير الدارج، هل يجوز أن يبيعه كامل المحصول؟
الجواب: لا، فمن المحصول هذا قسم للفقراء، إذا كان هو *يسقي* فمن كل عشرين تنكة يخرج تنكة، يعني إذا كان الزيتون *بعل*، وجل الزيتون في بلادنا والجيد منه لا يسقي وإنما يكون السقي من السماء.
الزيتونة شجرة مباركة تتحمل، لذا قالوا الزيتونة مثل المرأة البدوية وقالوا التين مثل المرأة الفلاحة والعنب مثل المرأة المدنية، المرأة المدنية مكلفة حالها ومزبطة حالها فالعنب هكذا والفلاحة بين البين وهكذا التين والزيتون كالمرآة البدوية تركت نفسها فتبقى قائمة.
فالشاهد أن هذا الذي يريد أن يبيع المحصول وفيه *العشر أو واحد على عشرين* يحرم عليه شرعاً ان يأخذ ثمنها ، يجب يقسم واحد على عشرة،، واحد على عشرين ويقول هذا للفقراء، ان تجزه وتعطي للفقراء ولا يجوز له ان يبيع كامل المحصول اذا بلغ 611 كيلو وزيادة فهذا فيه حق للمساكين، إما العشر وأما واحد على عشرين ،طيب كيف تخرج الزكاة؟
وضحت الآن، اذا كانت تسقي واحد على عشرين.
كيف تخرج الزكاة؟
اذا يسقي واحد على عشرين، اذا ابقاه زيتونا واحد على عشرين من الزيتون، واذا حوله زيتا فالاحسن ان يخرج زكاته زيتا.
هل يلزم الزيت يبلغ 611 كيلو؟
لا، لا يلزم الزيت أن يبلغ 611 كيلو، وإنما الذي يلزم ان يبلغ الزيتون 611 كيلو، لأن عند عصر الزيتون فإن النوى يذهب، والعصر الصحيح السليم للزيت أن لا يكون فيه شيء من اللب، الذي يكون ما يسميه اليوم بتعبيرنا الدارج عند أصحاب الزيت يعصر بالبارد لا بالحار، الزيت الذي ينتج عن العصير البارد هو الزيت الصحي، اما الزيت الذي يعصر بالحار الذي يكون ثخين والذي كلنا نتناوله هذا لا يستخدم الا للاكل، يعني لا يوضع هذا الزيت مثلا في الأُذن ( وسبب شكواي من اذني هذا الامر)، لذا أعرف وبعد سؤال أهل الخبرة وضع الزيت في الاذن يقول لي بعض كبار المتخصصين في الدنيا بالاذن ،ما أكبر جرم عندكم؟
قلت له الكفر.
قال هذا كالكفر عندكم.
أما الزيت البارد فهذ الذي يوضع في الاذن ويدهن البدن فيه، وهذا يحتاج لضعف كمية الزيتون الذي يستخرج بالطريقة الحارة، يعني نقول 50 كيلو زيتون مثلا يطلع تنكة، فالزيت الحار يحتاج لـ 100كيلو حتى يطلع تنكة على الزيت البارد، يكون زيت خالص دون اللب.
الخلاصة.
الزكاة تؤدي أما بالعشر، وإما بواحد على عشرين.
أنت الآن تسقي الزيتون ، فسقياك للزيتون هذا يجعلك تخرج النصاب واحد على عشرين.
ماذا عن كلفة العصر؟
ليس كل الناس عندهم معصرة، كلفة العصر على صاحب الزيتون ولا يحسب من الزكاة، الكلف التي يدفعها صاحب الزيتون حتى يحوله الى زيت هذه لا صلة لها بالزكاة.
هذا موجز أحكام زكاة الزيت والزيتون وهي مهمه والكلام يكثر عنها.
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
رابط الفتوى :
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor