الشيخ مشهور الفتاوى النية السؤال الخامس والعشرون ما حكم من أراد في نيته الأمر الدنيوي دون الآخرة ...
السؤال الخامس والعشرون ما حكم من أراد في نيته الأمر الدنيوي دون الآخرة ...

whatsapp-audio-2016-11-07-at-10-10-29-am الجواب : هذه المعضلة تحتاج منا إلى بيان . الإخلاص : أن يتجه قلبك لربك في عملك ، وفي الطريق حصلت خيرات ( لسان ذكر ، سمعة طيبة ، ثناء الناس ) وأنت لا تريد إلا الله والدار الآخرة هذا لا ينافي الإخلاص . أما إذا أنت في بداية العمل ما أردت الله ولا الدار الآخرة ، وصنعت من أجل الثناء ، أو من أجل الدنيا ، فهذا هو الرياء الذي يحبط العمل والمرائي لا بد أن ينقطع ، ولا بد أن يفضح ، فالله لا يحارب جل في علاه ولا يستطيع أحد أن يحارب الله عز وجل . كثير من الناس تراه على صلاح ، وتراه على تقوى ، وشكله ، ولحيته وثوبه ما شاء الله عنه ، وفجأة انتكس . لماذا انتكس ؟ ما سر الانتكاس؟ سر الانتكاس : ذنوب الخلوات . ومن أسرار الثبات الطاعة في الخلوات . أخطر ما يهدد خاتمة الإنسان ذنوبُه في الخلوات ، تراه في الخلوة يكون مذنبا وفي الجلوة ما شاء الله من أصلح الصلحاء ، سيد الأتقياء ، يحاسب الناس على النقير . وأنا و الله الذي لا إله إلا هو لا أريد أحدا ، أعظ نفسي وأعظ إخواني . هذا لا يعارض الإخلاص إذا قلبك لا يريد إلا الله والدار الآخرة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سمع ثناء حسنا قال : ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) لكن إذا أنت فعلت الصالحات من أجل هذا الأمر ، ليس من أجل الله فهذا العمل ماذا؟ هذا العمل رياء ، ولا بد أن يقطع . يذكر ابن الجوزي في أخبار الحمقى والمغفلين: واحد رأى مجموعة من الناس فوقف وصلى وطول في الصلاة من أجل الناس ، فسمعهم يتكلمون عن طول صلاته ، فالله فضحه ، فقال وهو يصلي : ومع هذا فأنا صائم ، فلا بد أن يفضح هذا الإنسان . ولذا إخواني طاعات الخلوات أهم من طاعات الجلوات . سألت نفسك لماذا رغب الشرع صلوات النوافل في البيت ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) أفضل على وزن أفعل ، الشوكاني في نيل الأوطار يقول من المخاطب بأفضل ؟ النبي لما قال الحديث أين كان؟ كان في المدينة ، النبي يقول لأهل المدينة : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) يقول يعني صلاة ركعتين في البيت أحسن من الصلاة في المسجد النبوي والركعة في المسجد النبوي بألف ، يقول الشوكاني بل قوله أفضل التي هي أفعل للتفضيل يدل هذا على أن هذا أفضل في مكة ، يعني ركعتين سنة الظهر البعدية أو المغرب البعدية أو العشاء والوتر في بيتك أحسن من مئة ألف صلاة ، لماذا ؟ حتى أولادك يقتدون بك ، ابنك لما يراك دائما قائما تصلي ولما تصلي في البيت تحصل بركة في بيتك ، تحصل حب للمكان . ولا أدري هل العلم في يوم من الأيام يمكن أن يكتشف ثمرة الطاعة في البيت ، لا ندري لعله يستطيع، لكن البركة في الوحي . فعل الطاعات في الخلوات من المهمات . ⬅ مجلس فتاوى الجمعة 27 – محرم – 1438 هجري 2016 – 10 – 28 إفرنجي